التسميات: , ,

مناسبة خضر إلياس في تلعفر ( 1 )

 ( 1 ) مناسبة خضر إلياس في تلعفر



مع ارسال الربيع بشائره اﻻولى الى ربوع مدينتي وبالتحديد في النصف الثاني من شهر شباط من كل سنة ، تدب حركة مفاجئة في اسواق وبيوت تلعفر ويكون هنالك تسابق غير مسبوق الى شراء الحلاوة او صنعها في البيوت وخاصة ( اون حلواسى ) ، مبعثها ان مناسبة شعبية على اﻻبواب ﻻ يمكن ﻻي فرد في تلعفر تجاهلها او المرور عليها مرور الكرام


 ، فقد اوفت الطبيعة للاعافرة المزارعين بالتزاماتها وفرضت عليهم اﻻرتباط بها من خلال المحاصيل الزراعية التي تنتجها ، ما ادى الى ظهور مناسبات لصيقة بمعاش السكان ابت ان ترحل من الذاكرة فاصبحت جزءا ﻻ يتجزء من جسد المجتمع التلعفري ﻻ تفارقه رغم تقادم السنين وتقلب المواجع ، ومن اشهر هذه المناسبات الشعبية هو ( خضر الياس ) او تلفظها العامة ( خديرّاز )

وحسب الروايات التي سمعناها من كبار السن في تلعفر فان المقام كان يعرف الى زمن ليس ببعيد بـ ( مقام الخضر ) ثم اضيفت اليه كلمة ( الياس ) في عصور متاخرة ، ويعللون كلمة الياس بمعنى القنوط ، ذلك ان فصل الشتاء قد يئس من الرجوع فاسحا المجال للوافد الجديد فصل الربيع

يمارس التلعفريون طقوساً عديدة في ايام ( خضر الياس ) الثلاثة ( الخميس والجمعة والسبت ) بعضها اندثر والبعض اخر كانت تمارس حتى ربيع سنة 2014 وهـي :

- حلاوة خضر الياس التي لا يكاد التلعفري يستغني عنها ، فهو اما ان يشتريها من الاسواق او يقوم بصنعها محلياً في البيت ( اون حلواسى او حلوى الطحين ) وكانت غالبية الاسر تقوم بإهداء قسم من هذه الحلوى الى بناتها المتزوجات في صبيحة خضر الياس

- كانت هناك سباقات للخيل يظهر فيها فرسان تلعفر وخيّالتها براعة كبيرة ونادرة

- انعقاد المجالس ونصب الخيام واقامة الحفلات الشعبية والدبكات التركمانية ( هلاي ) والكردية على اطراف التل مصحوبة بالاهازيج والاغاني التراثية

- جزّ الصوف ، اذ يبدأ موسم جز صوف الاغنام في النصف الثاني من شهر شباط بعدما ينتهي اخر موجات البرد على تلعفر

- تعد مناسبة خضر الياس فرصة سانحة لترويج السلع والبضائع بعد ان ينتقل اليها العديد من التجار واصحاب المحلات والباعة المتجولين

- ممارسة طقوس غريبة مخالفة للشريعة اﻻسلامية منها ايقاد الشموع للتبرك بها التي هي عادة نصرانية قديمة متوارثة من ديانات وثنية قديمة ، ولقد لاحظنا عادة ايقاد الشموع عندما يحتفل ابناء وسط وجنوب العراق في شهر شباط من كل سنة بمناسبة تعرف عندهم ( خضر إلياس ) ايضاً ، اذ تُوقد خلالها الشموع وترمى مع غروب الشمس في مياه نهر دجلة طلبا لتحقيق الأمـاني والــدعاء
- طلب اﻻمنيات عند المقام المنسوب الى خضر الياس ، ومعلوم ان المسلم بإمكانه طلب اﻻمنيات من الله بالدعاء في اي مكان دون تخصيص بقعة معينة


يقوم الكثير من التلعفريين باغماض العينين ثم محاولة ادخال سبابته في احد الثقوب الموجودة على جدران المقام ( ثقب المراد ) فان اصاب الثقب ودخلت سيابته فقد تحققت امنيته وان اخطا فالعكس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق