التسميات: ,

رمضـان ايام زمـان فـي تلعفـر ( 3 )


                                                         رمضـان ايام زمـان فـي تلعفـر (   3 )  

 



الاسـتعداد للإفطـار

بعد انقضاء النهار يأوي الناس الى بيوتهم بإنتظار الافطار ، وكانت بلدية تلعفر تلجأ الى رفع ( علم كبير ذي لون اخضر او احمر ) عند اعلى نقطة في قلعة تلعفر ( ربما عند بناية القائممقامية الحالية ) ، ايذاناً بدخول وقت المغرب والافطار ، حيث يشاهده الناس من كل محلات المدينة وارجائها ، ثم لجأت البلدية الى دقّ ( صافرات الإنذار ) كما هو الحال عند اعلان دخول وقت الامساك ، حتى ظهرت مكبرات الصوت في المساجد
مع ملاحظة ان تلعفر لم تعرف مدفع رمضان لا في الامساك ولا في الافطار ، اذ كانت المدينة صغيرة في رقعتعا الجغرافية وسكانها قليلون
مأ قـبل الإفطـار
ما إن تجتمع الاسرة حول المائدة بإشراف كبيرها ، حتى كانت الاعين تتّجه نحو الماء والعصائر وأنواع المنقوع المختلفة ( اشهرها القيسي ) ، بعد ظمأ طوال النهار ، كان ذلك يتمّ في باحة المنزل ( الحـوش ) فيما ينتظر الصائمون الأذان او اشارة وقت دخول المغرب ، البعض كان ينتظره على السطح ، اما كبار القوم وعليتهم فكانوا ينتظرون عند باب المنزل لعلّ أحد المارة تأخّر في الوصول إلى منزله كي يدعونه إلى الإفطار وهي عادة تعكس كرم التلعفري ونخوته ، ومن الجدير بالذكر أنّ سكان محلّاتنا القديمة كانوا يتألفون من الاقارب والاصهار ، ولعلّ أكثر ما يميّز أهل تلعفر هو المصاهرة المتداخلة بين العوائل والعشائر والبيوتات
وحالما يرفع العلم او تدق صافرات الانذار او يسمع صوت المؤذن يسارع الاطفال مهللين ومبشرين ذويهم وافربائهم وجيرانهم بالافطار في مشهد وجداني لا يملك للمخيلة الشعبية ان تنساه مطلقا
الإفطـار
يعشق التلعفريون حياتهم الاسرية وبقدسونها لذلك تراهم مجتمعين حول مائدة الافطار في رمضان طوال الشهر المبارك ، وغالباً ما كانت عدة اسر تجتمع على المائدة لزيادة الالفة والمودة بينهم ، كما كان تبادل اطباق رمضان الشهية - ولا زالت - بين الجيران عنواناً آخر للتلاحم المجتمعي وتأليف القلوب بين ابناء المحلة الواحدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق