رمضـان ايام زمـان فـي تلعفـر ( 2 )
( طعـام السحـور )
يدهش المرء عندما يعلم ان وجبة السحور المفضلة عند سكان تلعفر جميعهم - تقريباً - والى وقت فريب كان البرغل مع لحم الدجاج ، على اختلاف طبقاتهم ومستوى معيشتهم ، واذا كانت الاسرة ميسورة الحال نوعاً ما استبدلوا لحم الدجاج بلحم البقر او الغنم ، وتكاد هذه الوجبة تكون بمثابة عرف او دستور او قانون كان من الصعب الخروج عنه
الإمساك
كان اعلان وقت الامساك يقع على عاتق البلدية بواسطة جرس الانذار المنصوب على احدى بنايات القلعة ، ثم اوكلت المهمة الى المساجد بعد ظهور مكبرات الصوت واتساعها ، اما العبارة الاشهر التي كنا نسمعها دليلاً على دخول وقت الامساك فهي : ( احتراااام ، امة محمد احترام ) وكان المؤذن يردّدها ثلاث مرات للتوكيد وبإيقاع ولحن خاص
نهار رمضان
في الشتاء كان نهار رمضان ينقضي في لمح البصر حيث ساعات الإمساك التي لا تتعدى عشر ساعات مع اجواء باردة لاتكاد يشعر المرء فيها بالجوع او العطش ، غير ان المشقة كانت تبرز في فصل الصيف حيث ظروف الحر اللاهبة وساعات الامساك التي تصل الى 17 ساعة مع انعدام التيار الكهربائي في اغلب الاوقات
ازاء هذا الوضع كان لابد للتلعفريين ان يجدوا مهرباً من الحر فكانت الكهوف والفجوات الموجودة بصورة طبيعية في اودية حسنكوي وقنبردرة وحي الربيع وطوب تبه وفي اطراف تلعفر تشكل ملاذات لهم يقضون فيها معظم اوقات النهار ، لكن اشهر بقعة كان التلعفريون يجدون فيها مبتغاهم في قضاء نهار رمضان صيفاً هي عين صوباشى لأسباب تتعلق بغزارة وبرودة مياهها وعذوبتها الى حد ما ولموقعها الجغرافي الذي يتوسط المدينة
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق